تعرض المواطن الصحراوي " محمد الميري " (43 سنة) بتاريخ 06 فبراير / شباط 1982 لانفجار لغم بمنطقة أبطيح شمال مدينة السمارة / الصحراء الغربية، مما أدى إلى بتر يديه وفقئ عينه اليسرى بعد أن ظل ينتظر رفقة أخيه " رمضان الميري " المصاب على مستوى الوجه و العينين ساعات متعددة قدوم سيارة الإسعاف قصد نقله إلى المستشفى.
و صرح " محمد الميري " أنه كان يبلغ من العمر 15 سنة و هو يرعى الغنم رفقة أخيه قبل أن يفاجئ بانفجار لغم أفقده الوعي لعدة ساعات نقل على إثرها من قبل عناصر من الجيش المغربي إلى المستشفى بمدينة الطانطان / جنوب المغرب و إلى مستشفى الحسن الثاني بمدينتي تزنيت وأكادير / المغرب، حيث قضى 15 يوما قبل أن ينقل إلى مستشفى الأطفال السويسي بالرباط / المغرب، أين ظل لمدة 09 أشهر يخضع للعلاج و لعملية جراحية أولى و ثانية اضطر من خلالها أن يظل مواظبا على مواعيد الأطباء بالمستشفى المذكور و بمستشفى ابن سينا بنفس المدينة.
وأضاف أن عائلته التي تحملت جزءا ماديا كبيرا، طالبت وقتها بعد انتدابها لمحامي الدفاع بتعويض مادي ومعنوي عن طريق المحكمة المدنية بالطانطان و محكمة الاستئناف بأكادير ، لكن وإلى حدود الآن و بعد مضي أكثر من 28 سنة لم يتم النظر في جميع مطالبها، خصوصا فيما في ما يتعلق بالأضرار الجسيمة التي لحقته و أخيه، والتي ساهمت في عدم إتمام دراستهما مع الصعوبة الكبيرة التي يعاني منها هو بعد بتر يديه وفقئ عينه اليسرى. وظل طيلة 28 سنة بفعل الظروف الصحية الخطيرة يتصل و يتحرك على صعيد العديد من المنظمات و الجمعيات الحقوقية و الإنسانية المغربية و الدولية من أجل إنصافه من قبل الدولة المغربية وفي إدماجه اجتماعيا و ضمان كافة حقوقه و السهر على علاجه طبقا للعهود والمواثيق الدولية، كضحية من ضحايا الألغام، لكن بدون جدوى. وبفعل هذه الوضعية المزرية و التي تظل الدولة المغربية مسؤولة عنها يبقى المواطن الصحراوي " محمد الميري " يشتكي من إعاقة واضحة تجعله على الدوام معوقا و يعاني من متاعب صحية و مادية في غياب أي معالجة لقضيته على المستوى القانوني و الحقوقي ، باعتباره ضحية من ضحايا الألغام رفقة أخيه منذ كانا قاصران بشكل أدى إلى حرمانهما من الدراسة ومن حقهما في العيش الكريم. و تجدر الإشارة أخيرا إلى أن المواطن الصحراوي " محمد الميري " من مواليد سنة 1967 مستواه الدراسي القسم الخامس ابتدائي ، متزوج و أب لطفل . المكتب التنفيذي لتجمع المدافعين الصحراويين عن حقوق الإنسان CODESA |